رسالة

سِحرٌ يفيضُ وروعةٌ لا تَنضَبُ

ومشاعرٌ من صادقٍ لا يكذبُ

أرسلتَها كلماتِ حُبٍّ زاهرٍ

يُجلى بساطعِ نُورِهنَّ الغيهبُ

لم أدرِ حينَ سمعتُ سحرَ بيانِها

من أَيَّها يا فاتني أتعجَّبُ

في ظلمةِ النَّفسِ الكئيبةِ أشرقت

أملًا وقد كادت بيأسٍ تُحجَبُ

فلقد وقفتُ أمامَ هجرِكَ عاجزًا

وأمامي الأملُ المرجَّى يَغربُ

شوقًا أحدِّثُ فيكَ نفسي ساعةً

فأغمُّها فإذا رأيتُكَ تَطرَبُ

فإذا صددتَّ تدثَّرت بهمومِها

محمومةً وبِحُزنهَا تتنقَّبُ

مـتردِّدٌ ما بينَ يأسي والرجا

وحكايتي أَنِّي بكم أتعذَّبُ

قلتُ (انسَ ذِكري) قولَ أعرفِ عالمٍ

أنَّ الردَّى من دونِ ذلكَ أقربُ

فلقد هربتُ من الحياةِ وليس لي

إلا إلى أحضانِ حُبِّكَ مهربُ

لو أنَّ قلـبي في ضلوعِكَ لم تُطِق

نبضَ الهوى متدفقًا يتصبَّبُ

أوما علمتَ بأنَّ حُبَّكَ ملهمٌ

للسِّحرِ يمليـني وقلـبي يَكتُبُ

أوما علمتَ بأنَّ حُبَّكَ جنةٌ

بالعشقِ في نعمائها أتقلَّبُ

أوما علمتَ بأنَّني أحيا معَ

أهلي وأشعرُ أنَّـني مُتَغَرِّبُ

يا نصفَ روحي عُد فليس لحبِّنا

أمٌ سوانا في الحياةِ ولا أبُ

فلقد خُلقنا ناقصينِ ولم نكن

ندري بأنَّا واحدٌ متشعِّبُ

فاجمع بحبِّكَ شملنا كي نلتقي

جسدينِ في روحِ المحبةِ نُنسَبُ

وإذا طلبتَ مدامعي فاملأ يدي

بكؤوس قلبكَ إن عيـني تَسكُبُ

واشرب مدامعَ خافقي ثُمَّ اسقني

(شيئًا) من الماءِ المنقَّى أعذبُ

إِنِّي إذا رمضاءُ حزني ألهبت

نارَ الأسى من نبعِ ثغرِكَ أشرَبُ

في كفِّ ذُلِّي جئتُ أحملُ جثَّـتي

وبها إليكمُ خاشعًا أتقرَّبُ

في هيكلِ الحُبِّ العظيمِ مناجيًا

قلبًا به ذكرُ الهوى يتوثَّبُ

عبقَت بكم أيامُنا فتضوَّعت

مسكًا بكم من كلِّ مسكٍ أطيبُ

1420هـ، أبها