قلبُ قُل لي

قلبُ قُل لي: كيفَ ألهاكَ الوتر

قلبُ قُل لي: كيفَ أغراكَ السَّمَر

قلبُ قُل لي: كيف أرداكَ الهوى

بين آهاتٍ وهمٍّ وضجَر

أَنَسِيتَ اليومَ ماضيكَ الَّذي

قيل فيهِ: أنت قلبٌ من حجَر

تشربُ البركانَ ماءً سائغًا

وَتَشُبُّ النارَ من ماءِ النَّهَر

ذاكَ ماضٍ كانَ يا قلـبي لنا

فيهِ عزٌّ مذهلٌ كلَّ البشَر

كيفَ أصبحتَ هلاميًّا إذا

هَبَّت النَّسمَةُ بالذِّكرى انكسَر

كيفَ أصبحتَ غريرًا باكيًا

تبعثُ الشجوَ بدمعٍ ما انهمَر

فلقد شبَّعتَ بالحُزنِ دمي

ولقد أشمَتَّ سمعي والبصَر

قال لي قلـبي وقد عاتبتُهُ

كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدَر

ولقد جرَّحني صَرفُ القَضَا

بِغَرامٍ ليسَ لي منهُ مَفَر

كلُّ أرضٍ خذلتني، بعدما

جرَّحتني فوقَها عينُ القمَر

لم أجد سلوى فأرسلتُ دمي

فيكَ حزنًا فيهِ نيرانُ السَّهَر

فانسَ ماضينا وعِش في يومِنا

وارشفِ الآهاتِ من ثَغرِ السَّحَر

1420هـ، أبها