ألقيت أمام الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، في الصالة الملكية بالخالدية في أبها، وكانت لسموه زيارة منتظمة لأبـها في كلِّ أضحى لمعايدة القوات المسلحة بها
تراقصَ الزهرُ زهوًا في روابيها واستقبلتكَ بأنفاسِ الصَّبا فرحًا بروضِها وبناتُ الأيكِ منشدةٌ يا مرحبًا بكَ في أبها فأنتَ لها أضـحت زيارتُكم والكونُ يشهدُها فدمعُ فرحتِها في جفنِ غيمتِها والشمسُ قد بسطت أوتارَ فرحتِها يا مرحبًا بكَ ما اخضرَّت منابتُها ما دامَ سلطانُ يخطو فوقَ تربتِها عـلى حياءٍ تلاقيكم وقد حملَت فاستقبلتكَ بأرواحٍ وأفئدةٍ فأنتَ نبضةُ عشقٍ بينَ أضلعِها يا منهلَ الخـيرِ إن شـحَّت مواردُهُ أميرُها وأنا والشعرُ يجمعُنا وللدقائقِ أفراحٌ بمقدَمِكم وكلُّ شبرٍ لكم حبٌّ بخافقِهِ كم بسمةٍ بكَ قد عادت لفاقدِها كم عاجزٍ ضاقت الدُّنيا بهِ فغدى كم دعوةٍ في ظلامِ الليلِ صاعدةٍ فأودعَ اللهُ فيكَ العزَّ أجمعَهُ وقبَّلَ الناسُ كفًّا غيثُ راحتِهِ وأنتَ أنتَ! لسانُ الشعرِ عاجزةٌ فأنتَ من أُسرةٍ للعزِّ قد خُلقَت بها تنفَّستِ الدُّنيا وقد بلغَت تنفَّسَ الصبحُ عن عبدِ العزيزِ وقد طارت بأنبائِهِ الشَّمسُ الـتي شرقت فاضت عيونُ الخزامى بالنَّدى فرحًا رأتُهُ فجرًا قصورُ الحكمِ فابتسمت لو قدَّرَ اللهُ أن تسعى إليهِ سعت لعانقتهُ وقالت في تحيَّتِهِ (والملكُ لابنِ سُعُودٍ بعدَ خالِقِهِ) وبايعته فجاجُ الأرضِ طائعةً أعادَ حكمَ مُلوكٍ قد مضوا سَلفًا وسيفُهُ كعصا مُوسى رمى فسعت كم قائلٍ قبلَ أن تأتي بشائرُهُ : حـتى أتى وبلاءُ الدَّاءِ محتكمٌ (عبدُ العزيزِ) أتاها فارتمت فرَحًا فضمَّها ضمةً بالعِشقِ عابقةً ولحظةُ العشقِ في يمناه قد كـبرت وأثمرَت همَّةٌ في قلبِهِ غُرِسَت وماتَ في كفنِ التَّقوى لتوردَهُ وخلَّفَ العرشَ فـي أيدٍ تقومُ بهِ مضى وللمجدِ من ذكراهُ أوردةٌ ونحنُ من بعدِهِ في عهدِ من شُغِفَا (فهدٌ) تربَّت عـلى الأمجادِ هامتُهُ قادَ السفينةَ يحدوها فأسمعنا ثلاثةٌ قادةُ الدُّنيا وساستُها: وثالثُ العزِّ سلطانٌ به شرُفت عذرًا أبا بندرٍ &&& والحفلُ ملتهبٌ إنِّي أُحِبُّكَ لا خوفًا ولا طمعًا دعـني أشرِّفُ أَبياتي أعطِّرُها (إيلا صفا لك زمانك عِلّ يا ظامي وقد صفا زمـني مذ أن وقفتُ هنا |
1419هـ، أبها